مقدمة في الذكاء الاصطناعي
تعرف على الاختلافات بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي، وكيف نقيس الذكاء، وكيف تطور الذكاء الاصطناعي.
سنغطي ما يلي...
ملخص
البشر كائنات اجتماعية تتمتع بقدرة فريدة على التفكير والاستدلال. تخيّل طفلاً مُكلّفاً بتركيب أحجية بسيطة. يبدأ الطفل بفحص القطع كل على حدة، والتعرف على ألوانها وأشكالها، ثم تصنيفها ذهنياً. يستخدم الطفل ذاكرته لاستحضار الصورة الموجودة على صندوق الأحجية، ويطابق القطع بناءً على هذه الصورة الذهنية. عندما يواجه صعوبة في تركيب قطعة، يُجرّب اتجاهات وتركيبات مختلفة، ليتمكن في النهاية من حل الأحجية.
الذكاء هو اكتساب المعرفة والمهارات وتطبيقها لحل المشكلات، والتكيف مع المواقف الجديدة، والتعلم من التجارب. ويشمل ذلك التفكير المنطقي، وحل المشكلات، والتخطيط، والتفكير المجرد، والفهم. ويُعتبر الشخص الذي يستطيع أداء معظم هذه المهام ذكيًا. والذكاء مهم بما يكفي لوجود مقياس يُسمى حاصل الذكاء (IQ) لتقييم الذكاء البشري.
بعد أن تبلورت لدينا فكرة أساسية عن الذكاء، تطرح سلسلة من الأسئلة: هل يمكن للآلات أن تكون ذكية أيضًا؟ هل يمكننا بناء مثل هذه الآلات؟ أي الآلات ذكية؟ فرع من فروع علوم الحاسوب يجيب على كل هذه الأسئلة.
الذكاء الاصطناعي (AI) هو فرع من علوم الحاسوب يهدف إلى إنشاء آلات/أنظمة تحاكي السلوكيات الفكرية البشرية. وهو فرع من العلوم يُمكّن الآلات من التفكير والتصرف كالبشر العقلانيين.
يتضمن الذكاء الاصطناعي تطوير خوارزميات وأنظمة لأداء المهام التي تتطلب الذكاء البشري، مثل الإدراك البصري، والتعرف على الكلام، واتخاذ القرار، وترجمة اللغة، والمزيد.
خذ لحظة وأجب على هذا السؤال:
اختبار تورينج
الآن، لا بد أنك تتساءل، إذا كان لدينا مقياس للذكاء البشري، فكيف يمكننا قياس ذكاء الآلة؟ اقترح عالم الرياضيات وعالم الحاسوب البريطاني آلان تورينج اختبار تورينج عام ١٩٥٠. وهو طريقة لمعرفة ما إذا كان الحاسوب قادرًا على التصرف كإنسان إلى حدٍّ لا يُمكّنك من التمييز بينه وبين الحاسوب. كيف يُمكن إجراء هذا الاختبار؟ نحتاج فقط إلى ثلاثة لاعبين (حكم بشري، إنسان، آلة) ومحادثة نصية. يبدأ الحكم المحادثة، وإذا لم يستطع الحكم تحديد ما إذا كانت الردود من الحاسوب أم الإنسان، يُقال إن الحاسوب قد اجتاز اختبار تورينج، أي أنه ذكاء اصطناعي يُشبه الإنسان.
تاريخ الذكاء الاصطناعي
يعود تاريخ الذكاء الاصطناعي إلى عام ١٦٤٢، عندما طوّر بليز باسكال أول آلة حاسبة ميكانيكية. وفي عام ١٨٣٧، صمّم تشارلز باباج وآدا لوفليس أول آلة قابلة للبرمجة.
تُعدّ الإشارة إلى الآلة الحاسبة الميكانيكية لبليز باسكال إنجازًا هامًا في تاريخ الحوسبة، ولكنها لا تُعدّ جزءًا من تاريخ الذكاء الاصطناعي نفسه. صُممت هذه الآلة الحاسبة لإجراء عمليات حسابية أساسية مثل الجمع والطرح. ورغم أن هذا يُمثّل تقدمًا ملحوظًا في الحوسبة الميكانيكية، إلا أنها لم تكن قادرة على التعلم أو التفكير أو التكيف، وهي سمات مفتاح للذكاء الاصطناعي. يبدأ تاريخ الذكاء الاصطناعي، بشكل أدق، في منتصف القرن العشرين، مع تطوير أول أجهزة كمبيوتر قادرة على أداء مهام تتجاوز العمليات الحسابية.
في عام ١٩٤٣، وضع وارن ماكولوتش ووولتر بيتس أسس الشبكات العصبية الاصطناعية، مما سدّ الفجوة بين الدماغ والآلات. وفي عام ١٩٥٠، نشر آلان تورينج ورقة بحثية بعنوان "آلات الحوسبة والذكاء"، مقدمةً اختبار تورينج لاختبار ذكاء الآلات. وفي عام ١٩٥٥، صيغ مصطلح "الذكاء الاصطناعي" في مؤتمر دارتموث. وفي عام ١٩٦٥، طُوّر إليزا، أول روبوت دردشة، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا للتحدث إلى البشر. وفي ثمانينيات القرن الماضي، طُوّرت أنظمة الخبراء التي أظهرت الإمكانات المبكرة للذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، سرعان ما كشف تعقيد مشاكل العالم الحقيقي عن حدود أنظمة الذكاء الاصطناعي المبكرة هذه، مما أدى إلى فترة عُرفت باسم "شتاء الذكاء الاصطناعي" خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، والتي اتسمت بانخفاض التمويل والاهتمام.
في عام ١٩٩٧، هُزم بطل العالم في الشطرنج غاري كاسباروف على يد برنامج حاسوبي يُدعى ديب بلو. وفي عام ٢٠٠٢، أطلقت شركة آي روبوت روبوت رومبا، وهو روبوت تنظيف ذاتي بالمكنسة الكهربائية قادر على اكتشاف العوائق وتفاديها. وفي عام ٢٠٠٩، بنت جوجل أول سيارة ذاتية القيادة قادرة على السير في المدينة.
شهد القرن الحادي والعشرون نموًا هائلاً في أبحاث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. واكتسب التعلم الآلي (ML)، وهو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي يركز على تطوير خوارزميات تُمكّن أجهزة الكمبيوتر من التعلم من البيانات والتنبؤ بها بناءً عليها، أهميةً متزايدة. علاوةً على ذلك، ازدهر التعلم العميق (DL)، وهو فرع آخر من فروع التعلم الآلي يتضمن شبكات عصبية متعددة الطبقات. وأدت الإنجازات في معالجة اللغة الطبيعية (NLP)، والرؤية الحاسوبية، والروبوتات إلى تطبيقات عملية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية، والتمويل، والنقل. وأصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل المساعدين الافتراضيين، مثل Siri وAlexa، وأنظمة التوصية، جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية.
تُعدّ أحدث قفزة في مجال الذكاء الاصطناعي امتدادًا لتطور وانتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغات الكبيرة (LLMs)، مثل GPT من OpenAI، وGemini من Google، وBing AI من Microsoft. وقد أحدثت هذه النماذج، القادرة على فهم وتوليد نصوص شبيهة بالنصوص البشرية، ثورةً في كيفية تفاعلنا مع الآلات. فهي قادرة على كتابة المقالات، وتأليف الشعر، وتوليد الشفرات البرمجية، وحتى إجراء محادثات متماسكة وذات صلة بالسياق.